للإدمان مُسببات عديدة لكن يسأل البعض عن كيف تكون الإساءة العاطفية من مسببات الإدمان؟ فالإدمان يبدأ عن طريق تجربة نوع مخدر معين كنوع من أنواع تجريب تجربة جديدة أو التسلية، قد يكون من الكحول أو النيكوتين أو أنواع مخدر أخرى، لذلك سنتعرف على الأعراض الخاصة بالإساءة العاطفية وكيف نتعرف عليها ونتمكن من مواجهتها والتغلب عليها.
كيف تكون الإساءة العاطفية من مسببات الإدمان؟
يوجد علاقة قوية بين الإدمان والإساءة العاطفية، لأن المدمن حتى يتعالج من إدمانه لا يقف فقط باستعادة اتزانه النفسي والجسدي، لكن يجب معالجة الأسباب الرئيسية للإدمان التي يمكن أن تؤدي إلى اضطراب يجبره على التعاطي المستمر للمخدرات، فيستسلم للمخدرات للسيطرة عليه ومحو شخصيته وأفكاره.
في الأغلب تؤدي الإساءة العاطفية لتعاطي المخدرات حتى يهرب من الألم الذي سببته الإساءة العاطفية، فأصبحت مشاكلنا النفسية عميقة في نفوسنا وذلك على مدار الحياة بكاملها.
يعتبر الإدمان هو التفسير المنطقي لسلوك الفرد وطريقة الكشف عن نقاط ضعف الشخص ورغبته المستمرة في الهروب.
تأثير الإساءة العاطفية على الفرد:
لنتمكن من التغلب على الإدمان، يجب اكتساب بعض الصفات الشخصية التي تقدر على التغلب على الإساءة العاطفية، التي تعتبر من الأسباب الرئيسية للإدمان تبدأ بمقدرة الفرد على تعرفه عليها من خلال أن يعرف شكلها وأعراضها ومدى تأثيرها فهي إحدى إجابة السؤال كيف تكون الإساءة العاطفية من مسببات الإدمان، فسنتعرف على تأثير كل نوع بكل جوانبه من خلال التحدث عنهم في السطور التالية.
أنواع الإساءة العاطفية:
يوجد عدة أنواع للإدمان، ولكل نوع طريقة محددة في العلاج وأعراض وتأثير مختلف عن الأنواع الأخرى لذا يجب التعرف على نوع الإساءة التي تعرض إليها الفرد قبل أن يبدأ بمرحلة العلاج.
الإساءة العاطفية المقصودة:
أساس معاملة الإنسان جيدًا هو التقدير والاحترام المتبادل بين الأفراد، لذا يعد أي تصرف أخر مخالف لهم يمكن وضعه تحت خانة الإساءة العاطفية، ومن أكثر أشكاله هو تحقير كل قول وكل فعل يقوم بإصداره الفرد، أو تعدد النقود التي توجه إليه، فهم من أشكال الاعتداء والإهانة؛ لأن الأب أو الأم أو المسيء إلى الفرد بشكل عام يقوم بالتركيز على الأخطاء والعيوب فقط، ليزرع بداخل الفرد بالنهاية فكرة مفادها فقط أنه كتلة مليئة بالعيوب المتحركة ولا يوجد به أي مميزات.
الإساءة العاطفية الغير مقصودة:
للعلاقات الاجتماعية حدود يجب أن يتعامل الأفراد مع بعضهم على أساسها، فالأسلوب المتبع يجب أن يكون مسموح بالتصرف به، لأن الكثير من الإساءة العاطفية يمكن أن تأتي من مخالفة ذلك الوضع، لكن المسيء لم يقصد أن يسيء إلى الشخص، لكنه تعدى الحدود لاستخدامه طريقة أو مزاح غير لائق حتى يثبت تحكمه وسيطرته.
الأشكال الخاصة بالإساءة العاطفية
يندرج تحت نوعين الإساءة العاطفية عدة أشكال مثل:
- الإهمال أو التجاهل، فيشعر الفرد بأنه عديم الفائدة ومنبوذ، ويعاني من النقص والإهانة والحرمان.
- السيطرة على الفرد، وذلك من خلال تشويه أفكاره وتشكيكه في أفعاله وأقواله، مما يؤذيه بصورة مباشرة ويحدث له اضطرابات سلوكية جسيمة له.
- تحمل المسؤولية في سن مبكر، مسؤولية لا تناسب عمر الفرد ولا يعلم طريقتها ولا معناها، فيسبب ذلك شعوره بانعدام الثقة والرعب.
- أن يتعرض الطفل للاستغلال لغرض الربح منهم فيقوم الأهالي بإلقاء الطفل بسوق العمل حتى يزاول مهنة غير مناسبة لعمره وإمكانياته وقدرتهم على التحمل.
- في حالة أن يتم ممارسة نشاط غير لائق أو خطير أمام الطفل مثل التدخين أو تعاطي المخدرات، يعرضهم أكثر للإدمان بأول فرصة متاحة لهم.
ما تأثير الإساءة العاطفية:
الإنسان الذي يتعرض لأي نوع من الإساءة العاطفية الذي يترك أثر عميق وبالغ بداخله، الأثر الذي يقوم بتغيير نظرته لذاته، فستجد في النقاط التالية تأثير الإساءة العاطفية بداخل الفرد وخارجه والتي توضح كيف تكون الإساءة العاطفية من مسببات الإدمان.
- الإحساس بانعدام القيمة الدائم.
- الشعور بعدم القدرة على القيام بأي شكل بصورة جيدة.
- احتقاره لذاته وكرهها.
- شعوره بعدم وجود أي ميزة به، وأنه لا يملك إلا العيوب.
- إحساسه بأنه لا يستطيع تغيير حقيقة أنه شخص تعيس ولا يستحق الشعور بالسعادة.
تأثير الإساءة العاطفية على التوجه الفكري:
كما يتأثر الفرد بالإساءة العاطفية بداخله يتأثر أيضًا في فكره وتوجهاته وهو بسبب الألم الذي يعاني منه يقوم بتشويه توجهاته وفكره فينحصر تفكير الفرد الذي تعرض للإساءة في ثلاث اتجاهات وهم:
- أن يستبدل شعوره بأخر مزيف ليمنحه رضى مؤقت، حتى يستطيع التغلب على العذاب الذي يشعر به بداخله.
- هروبه الدائم من مواجهة الألم.
- انغماسه بالمشاعر السلبية، فيدخل في حلقة غير متناهية من الاضطراب النفسي والعقلي.
- اتجاهاته الفكرية المشوهة تعكس أنماط سلوكه، ليظهر أعراض الشخصية التي تعرضت للإساءة العاطفية المصاب بالاضطراب بصورة واضحة.
تأثير الإساءة العاطفية على السلوك:
سلوك الفرد الذي تعرض للإساءة العاطفية يتأثر أيضًا لذلك هي تقوم بتوضيح كيف تكون الإساءة العاطفية من مسببات الإدمان، فإليكم بعض سمات السلوك الذي قد يتصف بها:
- بسبب فقدان الثقة للفرد الذي تعرض للإساءة بنفسه، فنجد أنه لا يرى أفعاله وأقواله بما يظنه بنفسه، بل سيراها بالصورة التي صورها له المسيء إليه، كما سيرى صورته بكل من حوله وسيتعامل معهم على هذا الأساس.
- سعيه وراء كسب حب وود أفراد أخرين ومحاولة ضمن تقبلهم له، وسماحهم لت بالبقاء معهم وجانبهم، وبرغم إنها مضرة مثل الإدمان إلا أنه قد يصل به الأمر لتقبل الإهانة؛ حنى يشعر بشعور مرضي ومريح له ليواجه ألمه الداخلي.
- يهمل مسؤولياته وحياته ويترك أمر أخذ القرارات الخاصة به للأخرين ليتخذوها عنه، كما يسمح لهم بتوجيهه والتحكم به وبحياته؛ وذلك بسبب اعتماده الكلي عليهم.
- كما ذكرنا سابقًا انغماس الفرد الذي تعرض للإساءة العاطفية في مشاعره السلبية، قيتواصل مع صوره المفزعة وألمه، ويتصل بأفكاره المشوهة بشكل غير متناهي، فيصبح أكثر غضبًا وانفعالًا وتقلبًا، فيصبح أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية المستعصية مثل الضلالات والاكتئاب والهلاوس.
- برغم استطاعتهم من فك قيود سيطرة ألمهم الداخلي، واعتزازهم بأنفسهم الذي أدى إلى تجنبهم دخول أي علاقة مؤذية، لكنهم دخلوا بنوع من التضليل النفسي، وذلك بسبب أنهم يظنوا نفسهم صادقين بصراحتهم ببؤسهم وتعاستهم.
علاقة الإساءة العاطفية بالإدمان
يوجد بعض الحقائق التي أتبتتها الإحصائيات تقوم بتوضيح الرابط القوي بين تعاطي المخدرات والإساءة العاطفية، فهي توضح كيف تكون الإساءة العاطفية من مسببات الإدمان وهم:
- أن العديد من المدمنين كانوا يعانوا منذ صغرهم أو في مرحلة بفترة معينة من حياتهم من مشكلة الإساءة العاطفية.
- أغلب من تعرض للإساءة العاطفية يصابون بعدد من المشاكل النفسية المتفاوتة في الدرجات ومن أكثر الأمراض شيوعًا التي تصيبهم هو مرض الاكتئاب.
- أغلبية المصابين بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر والرهاب والأمراض النفسية الأخرى، يتعاطون المخدرات، حتى لو في مرحلة عمرية متقدمة وذلك بسبب الاعتماد على بعض الأدوية كعلاج ذاتي ليخفف من آلامهم العاطفية.
- يتورط المدمن الذي تعرض للإساءة العاطفية في العديد من الأحيان بمشكلات تتعلق بتعاطي المخدرات مثل الأذى النفسي وأذية الأخرين والأعمال الإجرامية.
لذلك مما سبقنا ذكره نكون أجبنا على سؤالكم كيف تكون الإساءة العاطفية من مسببات الإدمان، وبسبب وجود علاقة قوية بين الإدمان والإساءة العاطفية يؤدي كلًا منهم إلى الأخر، فهم يسببوا خطر على المدمن سواء من الناحية النفسية أو الجسدية، ننصح بالحرص على عدم الإساءة العاطفية لأي فرد، كما في حالة تعرضك للإساءة العاطفية يجب عليك الابتعاد عن تلك العلاقة.