الأسرة ومرض الإدمان والطريق للعلاج مما لاشك فيه أن للاسرة دور كبير في حل مشكلة الإدمان لحماية الأبناء من الوقوع في فخ الإدمان والمخدرات، الإدمان والأسرة بينهما علاقة قوية جدا حيث أن حماية الأسرة للأبناء هي الجدار القوي والمانع للوقوع في ذلك الفخ ولكن حينما تفشل الأسرة في حماية الأبناء من فخ المخدرات والإدمان يصبح ذلك الشئ هو بداية نهاية الأبناء وتدمير الأسرة بأكملها.
الأسرة ومرض الإدمان والطريق للعلاج
من الضروري جدا أن يكون للاسرة وقفة حين علمها بإدمان أحد الأبناء حيث أن الاعتماد وحدة على الطرق العلاجية والفريق الطبي ليس كافيا للإقلاع عن المخدرات والقدرة على تكملة طريق العلاج والتعافي تماما من إدمان المخدرات، في واقع الأمر أن الكثير من الأشخاص يرون أن ذلك الأمر صعب وأن عملية التعافي من الإدمان أمر شبة مستحيل.
كما أن الكثير من الأسر تتساءل هل هناك ما يضمن عدم عودة الابن لإدمان المخدرات مرة أخرى، فالأسر التي لديها أحد الأبناء بدأ في طريق الإدمان كثير ما تبحث عن الطرق المختلفة والوسائل التي يمكنهم من خلالها الحفاظ على الابن من العودة إلى طريق إدمان المخدرات والوقوف في فخ التعاطي مرة أخرى.
أوضح الدكتور عبد الرحمن حماد أن أمر الإدمان هو أول الطريق الذي يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل كما أنه يعمل على الحد من إنتاجية الفرد داخل الأسرة، علاوة على ذلك فإن الإدمان له الكثير من التأثيرات السلبية على كافة الأشخاص المحيطين به لاسيما فقط أفراد الأسرة بل أنه يؤثر على المجتمع بأكمله، الإدمان والتعاطي هم أحد الأسباب الرئيسية وراء انتشار الكثير من الجرائم في المجتمع.
كما أنه ذكر أن للأسرة الدور الأكبر والأهم في علاج الإدمان والتعرف على طبيعة تلك المشكلة الكبيرة وكيفية حدوث انتكاسة في منتصف الطريق للعلاج، إن الإدمان مرض وليس إنحراف سلوكي وهو الأمر الذي يجب أن يعرفه الجميع حتى يمكن التعامل مع الإدمان والمدمنين بالشكل الصحيح والتعرف على أفضل حل لتلك المشكلة كما أنه يقلل من حدوث انتكاسة للمريض.
ماذا على الأسرة فعله تجاه الشخص المدمن؟
إن وجود شخص مدمن في محيط الأسرة يعد بمثابة كارثة قد حلت بالاسرة وعلى جميع أفراد الأسرة بمجرد اكتشاف الأمر ولا تقف مكتوفة الأيدي أمام تلك المشكلة التي يمكنها تدمير الأسرة بأكملها، لذا يتعين على الجميع السعي نحو طريق العلاج بأسرع وقت ممكن وذلك من خلال مراكز علاج الإدمان أو المنتجعات المخصصة لعلاج ذلك.
تعمل المصحات الخاصة بعلاج الإدمان على البدء في عملية فحص المريض والتي يقوم عليه عمل الخطة الخاصة بعلاج الشخص المدمن على الفور واختيار البرنامج الذي يتناسب مع حالة المريض وذلك من خلال الاتفاق مع الأسرة على عمل متابعة مع الطبيب المعالج داخل المركز العلاجي، وهو المكان الذي يمكن ضمان عدم العودة للتعامل مرة أخرى وذلك لكون المريض دائما تحت المراقبة والإشراف الطبي المستمر.
خمس خطوات فعاله للتعامل مع الابن المدمن من قبل الأسرة:
من الجدير بالذكر أن هناك خمس خطوات يمكن القيام بها من قبل أفراد الأسرة للتعامل مع الابن المدمن للمخدرات والتي تتمثل فيما يلي:
- أولا: للاسرة دور كبير في معالجة مشكلة الإدمان وذلك من خلال مشاركة الأسرة في العلاج حيث أن تلك المشاركة يمكن أن يكون لها مفعول السحر في التعافي والحد من فرص الانعكاس وذلك من خلال الدعم النفسي الذي يحصل عليه المريض من أفراد الأسرة مما يجعل المريض لدية الرغبة في التعافي والعلاج من الإدمان ومن ثم العودة مرة أخرى للحياة.
- ثانيا: إن نسبة احتمالية حدوث انتكاسة للمريض تكون بنسبة من 40% وحتى 60% في الكثير من حالات الإدمان، ولكن في حالة وجود الأسرة تقل فرص حدوث الانتفاضة بشكل كبير لذا فإن مشاركة الأسرة تعد هي أول طريق التعافي من الإدمان وضمان عدم العودة إليه مرة أخرى.
- ثالثا: لضمان تحقيق النجاح المنتظر من برامج علاج الإدمان يتعين على الأسرة توفير كافة سبل التي تعمل على تحفيز الشخص الرغبة في العلاج والتعافي في أسرع وقت ممكن، وذلك من خلال خلق الفرص لاكتساب الكثير من المهارات الجديدة منها حل مشاكل الآخرين وممارسة الرياضة وغيرها الكثير من المهارات الأخرى.
- رابعا: يقع على عاتق الأسرة دور كبير جدا في ضرورة الحد من مكافأة الابن وتربية كافة رغباته وتدليله خاصة بعد التعافي وذلك لأن ذلك التحليل وتربية الرغبات يمكن أن تكون السبب في تعاطيه للمخدرات من البداية وفي حال استمر ذلك التدليل فإنه يخلق أمام الابن فرص كثير للعودة للإيمان مرة أخرى.
- خامسا: بعد الانتهاء من علاج الابن المدمن والتعافي من المخدرات لابد من التدخل من قبل أفراد الأسرة خاصة الاب في كافة التفاصيل الخاصة بحياته والحرص دائما على مشاركته مع أفراد الأسرة في الحياة اليومية، مما يساعد في تعرفيه بشكل نهائي من المخدرات والادمان بشكل عام وعدم التفكير في العودة إليه مجددا.
كيف تكون الأسرة جزءا من العلاج؟
على الرغم من أن هناك الكثير من الأسر والعائلات التي قد تتورط في حدوث خلل وظيفي للمدمن بعد التعافي وجعله يعود مرة أخرى للمخدرات، إلا أنه في كثير من الأحيان قد تلعب الأسرة دورا كبيرا و رئيسيا في حماية الفرد من الانعكاس وذلك من خلال القيام ببعض الأمور التي يمكن أن تكون جزء من العلاج كما يلي:
- تجنب تناول أي كحول أو أي نوع من أنواع المخدرات في وجود الشخص التعافي حتى لا تراوده فكرة العودة إليها مجددا، كما أنه من الضروري جدا عدم مواجهة من تلك الأدوية الألمانية أو المسكنات التي توجد بشكل مستمر في المنزل.
- من الضروري جدا أن تكون الأسرة بكامل أفرادها هي ملجأ الشخص التعافي حيث انه فى حالة الشعور بالرغبة في التعبير عما يدور بداخله والتحدث في أي أمور خاصة اموره الشخصية لابد وأن يد أحد من أفراد أسرته ذو ثقه يمكنه التعبير عما يجول بداخله إليه.
- كما أنه يتعين على أفراد الأسرة خاصة الأب والأم ضرورة حضور الكثير من الأدوات واللقاء والتي تعد من قبل الكثير من المستشفيات والمنتجعات المخصصة لعلاج الإدمان، وذلك من أجل التعرف على كيفية الحصول على الدعم المناسب للتعامل مع الشخص المدمن.
- ضرورة تشجيع الشخص التعافي على ممارسة العادات الصحية السليمة سواء كانت في النوم أو تناول الطعام من خلال نظام غذائي سليم، إلى جانب القيام بممارسة الكثير من التمارين الرياضية والإنماء الصحيحة لنوم هادئ وغيرها الكثير من العادات الأخرى السليمة.
- ضرورة أن يكون الشخص الذي يتعامل مع المريض أو التعافي لديه بعض من الصبر في معاملته مع المتعافي حيث أن عملية بناء الثقة من قبل الشخص المدمن وأي شخص آخر تتطلب الكثير من الوقت والجهد أيضًا.
وفي نهاية حديثنا عن الأسرة ومرض الإدمان والطريق للعلاج يجدر بنا القول أنه من الممكن أن تكون الأسرة هي ذلك الحافز القوي والرئيسي للمدمن المتعافي على الإبتعاد عن طريق الإدمان أو الرجوع إليه مرة أخرى، على الرغم من ذلك فإنها يمكن أن تكون هي السبب في العودة إلى عالم المخدرات مرة أخرى، لذا فإن للأسرة الدور الأوحد الرئيسي في تخطي تلك المحنة حتى يمكنه العودة بحياته مرة أخرى.