علاج إدمان الكحول يعتمد على اتباع بعض الخطوات الأساسية والتي من خلالها سيتمكن المريض من العودة إلى حياته الطبيعية دون أن يواجه أي مشاكل، بالإضافة إلى تغيير المفاهيم الخاطئة لدى المريض، ومساعدته على إدراك مدى خطورة الكحوليات.
تعريف الكحول
يُعرف الكحول على أنه عقار سائل ضمن فئة المثبطات، بالإضافة إلى أنه يتم صنعه من خلال تخمير بعض من العناصر الطبيعية ؛ ومن أشهر هذه العناصر الفواكه والخضراوات والحبوب المختلفة ؛ وبالنسبة للخمور فإنها المشروبات التي تشتمل على نسبة من الكحول، ومن الممكن أن تكون مقطرة أو مخمرة، بالإضافة إلى أن مصدرها غير واحد بل أنه مختلف، فقد يكون المصدر العنب أو الزبيب، أو التفاح وغيرهم من المصادر الأخرى.
أنواع المشروبات الكحولية:
تؤثر أنواع الكحوليات على طريقة علاج إدمان الكحول، ومن أبرز أنواع الكحول:
- تعتبر البيرة من أنواع الكحول المشهورة ويصل تركيز الكحول فيها من 4 إلى 6 %، وبالتالي فإنها من أقل الكحوليات تركيزًا.
- بالإضافة إلى الجين ويعتبر من الكحوليات عالية التركيز حيث يصل تركيزه ما بين 45 إلى 55%.
- وبالنسبة للفودكا فإنها تعتبر من أشهر أنواع الكحوليات في الولايات المتحدة وتصل نسبة تركيزها إلى حوالي 40%.
- وفيما يخص الويسكي فإن نسبة الكحول فيه تصل إلى حوالي 50% وبالتالي فإنه من أشد أنواع الخمر.
- بالإضافة إلى الكونياك والذي تصل نسبة الكحول فيه إلى حوالي 40%، ويعتبر من أجود أنواع الكحوليات.
- يعتبر النبيذ من أقدم أنواع الكحوليات، ونسبة الكحول فيه لا تزيد عن 14% تقريبًا.
- بالإضافة إلى الشمبانيا والتي تعتبر من أشهر أنواع النبيذ في فرنسا وتصل نسبة الكحول فيها إلى 14%.
أضرار تعاطي الكحوليات:
ينتج عن تعاطي الكحوليات العديد من الأضرار الجسدية والنفسية التي تزيد من ضرورة علاج إدمان الكحول، ومن أهم هذه الأضرار:
1. اضطراب الجهاز الهضمي:
ينتج عن تعاطي الكحوليات الشعور بالقيء والغثيان، بالإضافة إلى قرح المعدة، ومن الممكن أن يتطور الأمر ويصل إلى حد اختراق جدار المعدة وبالتالي النزيف الشديد.
2. تدهور وظائف الكبد:
بالإضافة إلى ذلك فإن شرب الكحوليات بكثرة ينتج عنه تلف في خلايا الكبد بسبب فشلها في مواجهة السموم الناتجة عن الكحول ؛ وبالتالي من الممكن أن يُصاب المتعاطي بفشل في وظائف الكبد والتسمم.
3. رائحة الفم الكريهة:
يُسبب تعاطي الكحول تراكم الفطريات في الفم واللسان مما ينتج عن ذلك ظهور رائحة فم كريهة وغير مُحببة.
4. الاكتئاب:
ولا تقتصر أضرار التعاطي من ناحية الجسدية فقط بل أنه ينتج عن تعاطي الكحوليات الشعور بالاكتئاب، وعلى الرغم من أن المتعاطي يشعر بالسعادة في المرات الأولى من تعاطي الكحوليات، ولكن لا يستمر الأمر طويلًا بمجرد انخفاض كمية الكحول في الجسم، وبالتالي يشعر المريض باضطرابات في المزاج والحزن الشديد، بالإضافة إلى الاكتئاب وزيادة الأفكار الانتحارية.
5. العجز الجنسي:
ينتج عن شرب الخمر لفترات طويلة العجز الجنسي وذلك بسبب ضعف الانتصاب.
6. الإدمان:
مع استمرار المتعاطي على تعاطي الكحوليات فإن ذلك يؤدي إلى إدمان الكحوليات، مما يترتب على ذلك الشعور بالعجز للتوقف عن التعاطي ؛ وبالتالي فإن المريض في هذه الحالة يحتاج إلى التدخل الفوري ووضع خطة علاج إدمان الكحول.
7. القلق والتوتر:
بمجرد الاقتراب من موعد انتهاء مفعول الكحول فإن المريض يبدأ في الشعور بالتوتر والقلق، بالإضافة إلى ظهور بعض الأعراض الأخرى مثل الانفعالات الحادة والعصبية المفرطة.
8. الهلاوس:
في أغلب الأحيان فإن متعاطي الخمور يعانون من الهلاوس البصرية والسمعية، بالإضافة إلى أن هذه الهلاوس تجعله يشعر بالخوف والكره من حوله وبالتالي يلجأ إلى العزلة.
9. اضطراب الذاكرة:
يعاني متعاطي الخمور من ضعف الذاكرة، بالإضافة إلى عدم القدرة على التركيز لفترات الطويلة ؛ وبالتالي يزداد إهمالهم للعمل أو للدراسة مما يؤدي إلى ضعف مستواهم المهني والدراسي.
خطوات علاج إدمان الكحوليات
ينتج عن الكحوليات العديد من الآثار السلبية التي قمنا بذكرها، وبالتالي لعلاجها لابد من اتباع منهج علاجي شامل ومتكامل لضمان عدم الانتكاسة، ويشتمل منهج العلاج على:
1. التشخيص والفحص الطبي:
يعتبر التشخيص أول خطوة من خطوات علاج إدمان الكحول، وفي هذه الخطوة يخضع المريض إلى كشف طبي كامل، بالإضافة إلى إجراء العديد من التحاليل الدقيقة ؛ ومن أبرز هذه التحاليل تحليل وظائف الكبد والكلى، بالإضافة إلى تحليل المخدرات والفيروسات لمعرفة الحالة الصحية للمريض، وبعد ذلك يتم وضع برنامج علاجي مخصص للمريض بما يتناسب مع حالته.
2. التخلص من السموم وعلاج أعراض الانسحاب:
وبعد ذلك تأتي المرحلة الثانية، وفيها يتم علاج الأعراض الانسحابية والتي تشتمل على الرغبة في التعاطي، والهلاوس ؛ بالإضافة إلى الارتعاش والهياج والأرق، والشعور بالغثيان وما إلى ذلك.
وفي هذه المرحلة يقوم الطبيب المعالج باختيار بروتوكول علاجي ضمن خطوة علاج إدمان الكحول مناسب للمريض حتى يتمكن من مواجهة هذه المرحلة.
3. العلاج النفسي والتأهيل السلوكي:
بعد علاج الأعراض الانسحابية، تبدأ المرحلة الثالثة من خطة العلاج والتي تتضمن علاج الأسباب النفسية التي أدت إلى الإدمان.
بالإضافة إلى تغيير نمط التفكير وردود الأفعال السلبية واستبدالها بردود إيجابية، كما أنه يتم اتباع برنامج 12 خطوة والذي من خلاله سيتمكن المريض من الاجتماع مع مرضى أخرين مشتركين معه في نفس الرحلة العلاجية مما يزيد من الشعور بالتعاون والدعم ؛ وفوق ذلك فإنه يتم علاج الأمراض النفسية الناتجة عن الإدمان مثل نوبات الهياج والقلق، بالإضافة إلى الاكتئاب والحزن.
وتلخيصًا لما سبق، فإن علاج إدمان الكحول يعتمد على عدد من الخطوات الأساسية التي تُساعد في تخطي مرحلة الإدمان، وبالتالي عيش حياة طبيعية بعيدة تمامًا عن الانتكاسة والتعاطي مجددًا.